اليوم الخامس – بدون مبالغة

إنالإقتصاد الألماني مدين بجزء كبير من نجاحه، كما يقولون، للدقة الفنية التي تتسم بها العديد من إبتكاراته. ولكن هذه الروائع الهندسية ليس لها فوائد إقتصادية  إذا لم يقدر الزبائن هذه الدقة أو لم يتمكنوا من تقديرها أولاً أو إذا تبين، ثانياً، أن هذه الدقة تحقق العديد من الإمكانيات التي لا يستخدمها إلا عدد قليل من العملاء.

في الحالة الأولي, تأملوا مثلاً,  ماكينات حلاقة جيليت الناجحة. كانت جيليت موجودة في العالم الناطق بالألمانية منذ عام 1908, وكانت ناجحة جداً بماكينات الحلاقة ذات الشفرة الواحدة. في عام 1971 أصدرت جيليت ماكينة حلاقة ذات الشفرتين. وفي عام 1998 أصدرت ماكينة حلاقة لها ثلاث شفرات. وأخيراً عام 2006 أصدرت جيليت ماكينة حلاقة لها 5 شفرات.

وكمثال للحالة الثانية, كثيراً ما نسمع عن مايكروسوفت ورد, ذات الإمكانيات العديدة التي تكاد تفوق متطلبات معظم المستخدمين. فيقدم مايكروسوفت ورد المئات من الإمكانيات, كم منهم يحتاجهم المستخدمون فعلياً مشكوك فيه.     

ربما يكون التبسيط له نتيجة أفضل وأقوي؟

التمرين

  1. تأمل ماذا سيحدث إذا قدرت على حفظ 20% من إمكانيات أحد منتجاتك, وهكذا كنت قادر علي تخفيض السعر بنسبة 80%. هنا أيضا، يمكنك الرجوع إلى سلع أو خدمات من بيئتك الخاصة المباشرة لو لم تكن تعمل في شركة. 
  2. ثم تأمل أي العملاء قد ينزعجوا من هذا الإجراء, وأي العملاء يمكن إكتسابهم؟ ولتتأمل أيضاً التأثير الذي قد يخلفه هذا التدبير علي تصنيع وصيانة المنتجات..
  3. والآن فكر في الإجراءات التي تحتاج أن تتخذها لحفظ نسبة 20% من الإمكانيات؟
  4. وأخيراً هذا تمرين ستستمتع به. خذ منتجاً وفكر في 3-4 تحسينات لهذا المنتج يجدها المهندسون أو المطورون مثيرة, لكن ليس لها قيمة لدي عملائك.

ما الذي يجعل الإبتكارات ناجحة؟

وفي هذه النقطة, يهمنا ما هي العوامل التي تساهم في نجاح الإبتكارات ؟   

من البحوث الإقتصادية

ظلت بحوث الإبتكار الإقتصادي لسنوات كثيرة معنية بمسألة العوامل التي تسهم في نجاحات الإبتكارات. قد عالجت دراسات لا تحصى هذا الموضوع. وقد قام فان دير بان وآخرون (2003) بجمع وتلخيص هذه الدراسات. لو كنت تظن الآن أن دراسة من عام 2003 لا يمكن أن تعتبر حديثة, فهذا في الغالب صحيح. ومع ذلك تعتبر نتائج هذه الدراسات منطقية ولا تزال صالحة حتي اليوم. 

وبشكل عام, يجب علينا أن نميز بين النجاح التقني للإبداع والنجاح التجاري للإبداع. فقط لو كان الإبداع محقق نجاح في المجالين يساهم في تحسين القدرة التنافسية للشركة المبدعة. يرجي ملاحظة أن فان دير بان وآخرون (2003) يركزون فقط علي إبتكار المنتجات.

والعوامل التالية هي تلك التي يوجد بشأنها توافق في الآراء، إستناداً إلى أدلة تجريبية تسهم في نجاح الإبتكارات.

النجاح التكنولوجي
  1. ثقافة الإبتكار
  2. تجربة الإبتكار
  3. خصائص فريق البحث والتطوير
  4. إستراتيجية مؤسسية
  5. التكامل
  6. أسلوب الإدارة

النجاح الإقتصادي
  1. سعر نسبي
  2. الجودة
  3. التركيز علي الأسواق المستهدفة
  4. وقت دخول الأسواق

من الممارسات الإدارية

  1. التشجيع والتمكين
  2. التعزيز الإيجابي و الإعتراف
  3. أشخاص مبدوعون ذو تفكير نقضي
  4. الأهمية
  5. أعلي إلتزام إداري
  6. إستراتيجية واضحة
  7. مساحة محمية للتجربة
  8. موارد كافية
  9. الإبتكار كجزء من الثقافة
  10. ركز علي العمل والعميل

الإبتكارات المقتصدة

لو كنا نعتقد أننا نبتكر بنجاح عندما كنا لا نزال ندمج ميزة إضافية أو لا نزال ندمج وظيفة إضافية, فهذا ليس بالضرورة مفيد. وقد حالولنا إيضاح ذلك بمثال جيليت الذي ذكرناه فيما سبق.

الفكرة الأساسية وراء الإبتكارات المقتصدة هي أن المزيد ليس دائما أفضل. وبفضل الإبتكارات المقتصدة, يمكن أيضا الوصول إلى مجموعات جديدة تماماً من العملاء وتلبية إحتياجاتهم الإقتصادية والإجتماعية مع إستخدام موارد أقل.

هنا مثال مختصر من نافي رادجو عن أسئلة كبيرة تمت الإجابة عليها بإبتكارات بسيطة


هنا حديث تيد من نافي رادجو حول الإبتكار 

ويلخص هذا البحث إمكانات الإبتكار المقتصد بالنسبة للشركات الألمانية ولنظام الإبتكار الألماني: