الإبتكار في كل مكان. إن إلقاء نظرة دقيقة على بيئتك سيساعدك على فهم أن كل شيء وكل خدمة وكل عملية إنتاج كانت إبتكارا ناجحاً في مرحلة ما.
تم تصميم هذا التمرين للقضاء على الخوف غير الضروري من التعامل مع الإبتكار ولتجرؤ أيضا على الإبتكار بنفسك.
فإذا كنت تتساءل عن معني كلمة الإبتكار، فعليك أولا وقبل كل شيء أن تدع فهمك اليومي يرشدك وأن تفهم أهمية جزء الكلمة “نوفا” في الكلمة الانجليزية “انوفاتين” والتي تعني (الجديد). ولا يهم هنا لمن يكون شيء جديد سواء بالنسبة للعالم بأكمله أو بالنسبة لقسم أو حتي بالنسبة لشركة.
التمرين
أنظر حولك (في عقلك)..
- دون ثلاثة إبتكارات إما من بيئتك اليومية أو من بيئة عملك التي تم تقديمها بين عامي 2001 و 2008.
- دون ثلاثة إبتكارات إما من بيئتك اليومية أو من بيئة عملك التي تم تقديمها بين عامي 1970 و 2000.
- دون ثلاثة إبتكارات إما من بيئتك اليومية أو من بيئة عملك التي تم تقديمها بين عامي 1900 و 1970.
ليس من المهم أن تكون قادراً على تحديد موقع الإبتكار في التاريخ بالضبط, بل من المهم أن تكون قادراً على وضع الإبتكار في موقعه التاريخي تقريباً.
ملاحظة
إذا كنت قد دونت فقط الإبتكارات التي لا تزال موجودة اليوم، إذاً فقد إخترت فقط الإبتكارات الناجحة نسبياً.
لا تحبط بهذا النجاح للإبتكارات التي لا تزال موجودة اليوم. ولهذه الغاية, تأمل لماذا نعتقد أن الرومان كانوا بناة عظماء؟ الإجابة على هذا التساؤل واضحة بقدر ما هي مذهلة.
يبدو لنا الرومان ناجحين هكذا لأننا ندرك فقط المباني الهندسية المعمارية الرومانية التي بقيت على مدى آلاف السنين. فالمباني الأقل عظمة وجودة أصبحت أنقاضً بالفعل ولذلك لا نلاحظهم. الأمر نفسه ينطبق علي الإبتكارات الغير ناجحة. وغالباً ما لا تكون هذه حتي في ذاكرتنا لكننا سنغير ذلك غداً في التمرين القادم.
ماذا نعني بالتحديد بالإبتكار؟
أولاً, الإبتكار هو شيء جديد, كما تشير كلمة “نوفا” بالفعل. ولكن علينا أن نلقي نظرة أخري علي ذلك. نود أن نشير أولا إلى أن مصطلح “الإبتكار” ليس بالضرورة جديداً.
حتى أن الدكتور صموئيل جونسون، الشاعر الإنجليزي العظيم ومؤلف قاموس إنجليزي، إشتكي من الإبتكار كما يلي: “لقد أصبح العصر مجنوناً بعد الإبتكار. كل شيء ينبغي القيام به بطريقة جديدة.”
(from J. Boswell, The Life of Samuel Johnson, 1791).
دعونا نعود إلى الملاحظة أن هناك شيئا جديداً حول الإبتكار. لاحظ هنا أن مفهوم الإبتكار في الإقتصاد قد يختلف إلى حدما عن إستخدامنا العام:
- الإبتكار ليس مرادفاً للفكرة. الفكرة هي فكرة، فكرة جديدة لا يجب تنفيذها. الأفكار تصبح إبتكارات عندما يتم تطبيقها. إن مجرد فكرة لمنتج جديد لا تعتبر إبتكاراً مباشرةً. فهو ليس إبتكار حتي يتم تصنيع المنتج أيضاً وإطلاقه في الأسواق (سواء نجح أم فشل).
- في فهمنا اليومي، نفترض أن الإبتكار هو إبتكار فقط إذا كان جديداً تماماً، أي إذا لم يكن هناك شيء مثله من قبل. ولكن في الإقتصاد لا يهم ما إذا كان الإبتكار جديداً علي العالم, أو علي السوق، أو حتى جديدا على الشركة.
تساعدنا كلمة “نوفا” في “انوفاتين” أي إبتكار بالإنجليزي علي تصنيف الإبتكارات. يمكنك أولاً التفريق بين الإبتكارات طبقاً لما هو جديد. وفقاً لموضوع الإبتكار, نميز بين الإبتكار في عمليات الإنتاج والإبتكار في إجراءات العمل (منظمة التعاون والتنمية في الميدان الإقتصادي 2018). سنتكلم هنا عن الإبتكار في إجراءات العمل, ولكننا لن نتعمق كثيراً فيه. وفقاً لدرجة التجدد, يتم التمييز بين الإبتكارات المتزايدة والجذرية.
الإبتكار في المنتجات
يتألف الإبتكار في المنتجات من تغييرات في السلع أو الخدمات التي تقدمها الشركات. ففي حالة السلع على سبيل المثال، يمكن الإشارة إلى كل مجموعة موديلات حديثة في صناعة السيارات, وفي حالة الخدمات، يمكن الإشارة إلى خدمات الكلاود كومبيوتينج.
تلعب الإبتكارات في المنتجات دور هام فيما يتعلق بالحفاظ على وضع الشركات في السوق وتوسيع نطاقه، خصوصاً المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم
(Stummer et al. 2008, S. 14).
وفي هذا السياق، يمكن للإبتكارات في المنتجات أن تؤثر علي جوهر المنتج أو تمثل خدمات إضافية. فإذا كانت خدمات إضافية يشار إليها علي أنها خدمات تصاحب المنتج. سواء كان المنتج سلعة كخدمة الصيانة والإصلاح للمصاعد مثلاً أم كان نفسه خدمة مثل وثائق التأمين إذا أعطت خدمات مساعدة إضافية كالتأمين ضد الحوادث.
وعلى المدى الطويل، يمكن أن تؤدي الخدمات المتعلقة بالمنتجات إلى تحول في جوهر العمل.
الإبتكار في إجراءات العمل
كما يعني المصطلح، فإن الإبتكار في إجراءات العمل يتعلق بالتغييرات في جميع العمليات الإجرائية الممكنة للشركة. عندما تفكر في عملية الإبتكار في إجراءات العمل, لا تفكر فقط في إجراءات جديدة تخص إنتاج السلع أو الخدمات. بل فكر أيضاً في إجراءات حديثة تخص عمليات التوزيع واللوجيستيكس وعملية التسويق والمبيعات, وكذلك في المعلومات والإتصالات و إدارة الأعمال التجارية وأخيراً في البحوث وتطوير المنتجات. (منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي 2018).
وأخيرا، فإن الإبتكارات في إجراءات العمل لا تستهدف السعر كعامل تنافسي وحيد من خلال تمكين الشركات من إنتاج سلع أو خدمات أكثر فعالية من حيث التكلفة. فبالإضافة إلى السعر, يمكن أن يكون رفع الجودة وتقليل النفايات وتحسين حفظ الموارد وتحقيق المتطلبات القانونية وتحسين أمان الإستخدام وموثوقية التوصيل للعميل أهداف أيضاً تحاول تحقيقها الإبتكارات. وعلاوة على ذلك، تبين أن إجراءات العمل الجديدة عادةً ما تكون ضرورية عند طرح منتجات أو خدمات جديدة في الأسواق. لذلك كثيراً ما نجد إبتكارات المنتجات والخدمات تنشأ في آن واحد.
إبتكارات جذرية
ويتوقف التمييز بين الإبتكارات المتزايدة والإبتكارات الجذرية على مدى تغير التكنولوجيا التي تقوم عليها الإبتكارات. وبالتالي فإن الفارق بين الإبداعات المتزايدة والجذرية يتوقف علي درجة حداثة الإبداع.
إن الإبتكارات الجذرية تتمتع بدرجة عالية من الإبداع أو التحديث:
فهي تغير بشكل دائم الخصائص الأساسية للسلع والخدمات، كما حدث، على سبيل المثال، من خلال المواد الإصطناعية، والإنترنت، والمحرك البخاري.
ومن الممكن أن تساهم الإبتكارات الجذرية في ما يسمى بالثورات التكنولوجية:
- الإنفتاح على الأفكار الجديدة من خارج الشركة ومن خارج المجال
- بناء وإكتساب مهارات جديدة من خلال المزيد من التدريب والتوظيف
- البحث المستمر عن الفرص التكنولوجية والسوقية الجديدة
- التواصل مع الجهات الفاعلة الأخرى في نظام الإبتكار مثل الجامعات ومعاهد البحوث إلخ
- الشبكات والتحالفات أيضا مع خبرات خارج المجال
- الإستثمار في تكنولوجيات مختلفة للإستعداد لسيناريوهات مستقبلية مختلفة
إبتكارات متزايدة
الإبتكارات المتزايدة هي تغييرات صغيرة في السلع أو الخدمات أو عمليات الإنتاج القائمة
التي يتم تغيرها تدريجياً ولكن بصورة مستدامة. ومقارنةً بالإبتكارات الجذرية, تحدث الإبتكارات المتزايدة بشكل أكبر ويمكن أن تؤدي إلى زيادات كبيرة في أرباح الشركات المبتكرة. إن الإبتكارات المتزايدة هي الإبداعات التي تعمل بها أعداد كبيرة من الشركات المبتكرة لضمان بقائها. وتركز معظم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم أنشطتها الإبتكارية علي الإبتكارات المتزايدة.
فعلى سبيل المثال، يمكن إعتبار التحسين المستمر لنماذج السيارات الموجودة أو المزايا والقدرات الإضافية لأحدث أجيال الهواتف الجوالة إبتكارات متزايدة. ومثال آخر من الإبتكارات المتزايدة هو توسيع عرض مطعم ما لتجهيز أكل مناسبات خارج المطعم.
قام دودجسن في 2008 بعمل قائمة لإبتكارات متزايدة ممكنة قمنا بتلخيصها كالآتي:
- تغييرات بسيطة في المنتجات الموجودة
- ميزات إضافية للمنتجات الموجودة
- مزايا في الأسعار مقارنةً بالمنافسين
- توحيد العمليات لزيادة الكفاءة